#القيادات المتنمرة..!!!
بقلم/أشرف سعد الوبري
رئيس تحريرصحيفة النبأ
هنالك نوع خاص من القيادات، عشقوا السلطة فصرفتهم عن الأهداف، وأحبوا النفوذ فجعلوا من توقيعاتهم فرض عين على كل ما هو ضروري أو غير ضروري، ورغبوا في السيطرة فجعلوا من الموظفين خدماً، وعاشوا لأنفسهم فحولوا المؤسسات والجهات والوزارات العامة إلى شركات خاصة، وحاربوا الرأي الآخر فكان فرعون لهم قدوة ومعلماً كما يقول الله – عز وجل –”ما أريكم إلا ما أرى” (غافر:29).
لا تكاد مؤسسة من مؤسساتنا الحكومية أو الخاصة تخلو من هذا النموذج من القيادات، الذين كان لهم أسوأ الأثر على صعيد الرقي بالعمل وزيادة الإنجازات.
إن ما يعانيه العمل الإداري من تخبط في مؤسساتنا ووزاراتنا ووحداتنا الادارية اليوم بسبب جنون العظمة، لهو نسخة طبق الأصل من واقع البيئة التي نعيشها،ونراها بأم أعيننا في كل محافظة ووزارة.
والحقيقة أنه لم تر البشرية نموذجاً أسوأ من القيادات المتنمرة في حربها للإبداع وأهله، وطمسها للمواهب والطاقات، دون أي وخز للضمير، أو تذكر لعظم الأمانة أمام الله – سبحانه و تعالى –”وقفوهم إنهم مسئولون 24 ” (الصافات).
عندما يعتقد الوزير او المحافظ او المدير أو المسؤول هنا أو هناك أن له اليد الطولى في موقعه ومؤسسته ويتصرف على أساس ذلك، يبدأ الفساد والانحراف، أي من طبيعة التفكير السلبي وغير المنطقي.
والسؤال الأهم هنا هو: كيف وُجدت ظاهرة القيادات المتنمرة، وكيف يمكن التخلص منها، لفتح آفاق الحركة والإبداع لكل صغير وكبير من الموظفين؟ النقطة الأساسية تكمن في كيفية وصول أمثال هؤلاء القيادات المليئة قلوبهم بالأمراض النفسية إلى حد يصعب علاجه وعلى رأسها حب السلطة إلى هذه المناصب.