بقلم د. محمد هادي القهالي
مدير مكتب وزير حقوق الإنسان -صنعاء
ولد في الصين كتلك الولادة لطاعون الموت الأسود في القرن الرابع عشر والذي انتزع ارواح مئات الملايين من القارة الأروبية ، وهاهو الانجاب يستمر ويخرج لكوكب الأرض بعد قرون عدة مولودا ارعب العالم بتقدمه التكنلوجي والصناعي واسكت حتى أصوات أسلحة الدمار العسكرية التي بات الجميع يتحدث عن فترة استراحة لها ، فهناك ماهو أشد خطرا وفتكا يتوعد العالم ويهدده ..
كورونا كوفيد 19 الفايروس الذي لاتراه أعين البشر مخاض جديد للصين فولد ولم ينتظر فترة الرضاعة، فسرعان ماتجاوز الحدود وعبر القارات ، وتصدر الإسم الأول في عالم المشاهير والأقوياء، أغلقت المطارات وتوقف الاقتصاد ،وركود لم يكن في الحسبان للذهب الأسود الذي كان سبب حروب العالم وصراعاته..
كورونا ينتشر في كل مكان، ينتهك السيادات ، ويغزو الدول ، وينهك العالم ، بل ويخيفه ويرعبه ، بعيداً عن صرعات المتهمين ، وبعيداً عن الفيلم الأمريكي الذي جسد مشهد اليوم قبل عشر سنوات ، وبعيداً عن الحرب الاقتصادية المدمرة بين الصين وامريكا ، وامكانية استخدام كافة وسائل الانتقام والتركيع في سبيل اللهث وراء منصب الدولة العظمى التي ستسود العالم ..
كورونا حديث العشرينيتن ، سنتوقف هنا ،وسنجتاز كمافعل كوفيد 19 الحدود والدول والقارات ، ونصل في حديثنا هذا الى الأرض المحاصرة من سنوات والبلد المنهك المقاوم الذي عزله العالم في وقت مبكر ، لقرارات المصير والبقاء.. اليمن.
كانت جداول الاحصائيات حتى الأمس تفتقر الى وجود الواحد الصحيح في خانة اليمن، إنها مشيئة الله التي لايمكن لبشر أن ينكرها ، ولكن للأسف الشديد مازال هناك من البشر من يسعون الى تحدي هذه المشيئة ليوصلوا الموت لليمنيين عبر كورونا الذي لم يتجرأ هو ذاته أن يكون في اليمن، طائرات معادية تلقي على اليمنيين كمامات ومناديل ،لاحاجة لهم بها، ولاتحتاج الى ان نستطرد في هذا الشأن او نحلل هذه الخطوات فالواضح لايحتاج الى توضيح ..
وكلما يعرفه العالم ويشهد عليه اليوم بشاعة الانتهاك للإنسان وحقوقه في اليمن.. ، وحشية هذا العدوان، وأساليبه الشيطانية التي حتى اليوم لم تجد لها رادعا ، وكأن مبادئ حقوق الانسان والقرارات والمعاهدات والمصادقات مجرد حبر على ورق بعيدة كل البعد عن الانسان في اليمن والذي لايقل شأنا في حقيقة الأمر عن الإنسان في اوروبا وامريكا وغيرها من دول مايسمى بالعالم الأول ولكن..
أعود الى اليمن والى إعلان ظهور أول حالة اصابة بكورونا في شحر حضرموت أتى عبر البحر قادماً من الإمارات احدى زعامات دول العدوان على اليمن.. ليدخل حضرموت بالوباء الذي اصابه ونقله الى كل من التقاه خلال سفره لليمن ، أن صدقت الاخبار بأن المصاب قد وصل حضرموت وتعايش مع اهلها اكثر من عشرة ايام فهي كارثة انسانية وعمل عدواني لايمكن أن يبرر للامارات ولا لسلطة حضرموت والقائمين على ميناء الشحر ، والجميع شركاء في هذه الجريمة التي ترقى الى أن تكون جريمة حرب ، بيولوجية استخدمتها الامارات التي من غير المعقول ان يكون الشخص المصاب غير خاضعاً لاجهزتها الطبية والتي تكشف الاصابة عن بعد وبعد ذلك المنافذ المتعددة التي تنقّل منها المصاب حتى وصل حضرموت ،
يا اهل اليمن العالم حاول أن ينال منكم بالحرب والدمار ولم يستطع فكنتم المنتصرين دوماً، حاولوا عبر طائراتهم ايصال الموت اليكم عبر كمامات ومناديل واشياء اخرى فكان وعيكم اكبر وهُزموا في هذه المعركة البيلوجية، واليوم يستخدمون المصابين لتهريبهم وايصالهم الى كل محافظات اليمن، فكشفهم الله في وقت مبكر على أرض مديرية الشحر بحضرموت ، ومع ذلك لن يألوا جهداً وسيستخدمون كافة الوسائل لإيصال كورونا القاتل لإبادة الجميع.. ،
وسيخزيهم الله ولن ينجحوا ، ان كنتم يا اهل اليمن بقلب رجل واحد وادركتم ان العدو لن يرحم احدا منكم لافي الشمال ولا في الجنوب، وعي اليمنيين هو السلاح الفتاك الذي سيقهر امنياتهم ، حان الوقت ليكون كل مواطن في اليمن مسؤولا عن نفسه واسرته ومحيطه ومدينته صادقا مع وطنه مفتخرا بواجب التصدي لهذا الفايروس الذي يريدون به قتل اليمنيين بلاهوادة ، لن يصيب وطنكم الأذى ولن تفقدوا اعزائكم بإذن الله ، ..
الى حراس المنافذ الأمناء اليوم على رقابكم امانة ملايين البشر ، بشخص واحد موبؤ قد يقتل كثيراً من الأرواح البريئة، يجب ان لاتكون هذه الأرواح معلقة عندالله في رقابكم ، ..
الى اليمنيين الشرفاء في كل شبر من ارضنا الطاهرة ، هناك اشخاص يعملون في مجال تهريب المواطنين عبر طرق جبلية وارياف وغيرها الى هؤلاء المهربين اتقوا الله وقد تكونوا انتم وابنائكم واعزائكم اول من يكتوي بهذا الوباء، فلاتكونوا خونة لوطنكم وشعبكم ومجتمعكم فالأمر لم يعد يتعلق بتهريب مخدرات او بشر للعمالة ، الأمر اكبر واهول من ذلك ، وطنكم ينتصر فلاتكن أياديكم وضمائركم هي القاتلة المجرمة السفاحة التي ستؤذي وطنكم وستفتك بالأبرياء من أبناء شعبكم.
حما الله اليمن..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.